يعود تاريخ الحج في الإسلام إلى فترة سبقت بعثة النبي محمد بآلاف السنين، وتحديداً إلى عصر النبي إبراهيم الخليل. تفيد المصادر الإسلامية أن إبراهيم كان مقيماً في صحراء الشام، وعندما ولدته جاريته هاجر إسماعيل، حزنت زوجته سارة كثيراً من ذلك لأنه لم ينجب منها ولداً، فكانت تؤذي إبراهيم مع هاجر وتؤذيه، فشكا إبراهيم ذلك إلى الله، فأمره بإخراج إسماعيل. فتركتها أمه، فقال: يا رب إلى أي مكان؟ قال: إلى حرمي وأماني وأول مكان خلقته من أرضي وهو مكة، فنزل عليه جبريل بالبرق يحمل هاجر وإسماعيل وإبراهيم. وكان إبراهيم لا يمر بمكان جميل فيه شجر ونخل وزروع إلا قال: يا جبريل إلى هنا إلى هنا إلى هنا. فيقول جبريل: لا تذهبي لا تذهبي، حتى يصل مكة فيضعها في مكان البيت، وكان إبراهيم قد وعد سارة ألا ينزل حتى يرجع إليها. فلما نزلوا في ذلك المكان كانت هناك أشجار، فألقت هاجر على تلك الشجرة عباءة كانت معها، فاستظلت تحتها. فلما أرسلهم إبراهيم ووضعهم وأراد أن ينصرف عنهم إلى سارة، قالت له هاجر: لماذا تركتنا في هذا المكان حيث ليس هناك طعام ولا ماء ولا زرع؟ فقال له إبراهيم: ربي هو الذي أمرني أن أضعك في هذا المكان. ثم تركهم ولما بلغ حدي وكان جبلا بذي طوى. فالتفت إليهم إبراهيم فقال: "ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فانزل أفئدة الناس إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون (37)" [إبراهيم: 37] ثم انصرف وبقيت هاجر.